الخميس، 2 نوفمبر 2017

مفهوم التعلم المنظم ذاتيا

التعلم المنظم ذاتياً عبارة عن مجموعة من استراتيجيات التعلم التي تساعد المتعلم على تسريع وتنشيط مهارات التفكير العليا لدى الطلبة، معتمدة على نقاط القوة الفطرية لديهم، حيث يتم تعريض الطلبة لمشكلة من البيئة المحيطة بهم في صورة مشروع، وعليم إيجاد حلول لها باستخدام قدراتهم وإمكانياتهم الطبيعية. وهذا التعريف يوضح ان هذا الأسلوب من التعلم بساعد الطلبة على معالجة بيئتهم من خلال تطبيق أشكال التعلم الفردي لديهم، والتفاعل معه، وتساعد استراتيجيات التعلم المنظم ذاتياً لحدوث مثل هذا التفاعل. (العفيفي،17:2011)

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

اهمية التعلم المنظم ذاتياً

شهد العقد الأخير من القرن العشرين ثورة كبيرة في مجال المعلومات، غيرت كثيرًا من المفاهيم، ولعل أهم ما يميز هذه الثورة المعلوماتية ظهور التقنيات الجديدة في معالجة المعلومات وتخزينها، وكذلك ظهور الحواسيب العملاقة وشبكات الإنترنت، ونتيجة لذلك شهد العالم تطوراً في مختلف المجالات التربوية ومن ضمنها مجال التعلم والتعليم، فقد أصبح لدى الإنسان كميات هائلة من المعلومات لا يمكن لأي فرد أنْ يلم بها مهما كانت قدراته، ولذا بدأ الاهتمام ينصب على دور فعال ونشط للمتعلم، يمكن له من خلاله معالجة هذه المعلومات وتنظيمها، ويمكّنه من استرجاعها وفهمها من خلال تنظيم التعلم وتنظيم الذات، ولكي لا يبقى فقط متلقياً سلبياً للمعلومات.
          وتكمن أهمية التعلم المنظم ذاتياً أيضاً في وظيفته الفعالة والأساسية في مجال التربية والتي تعزى إلى كونه يساعد على تنمية مهارات التعلم مدى الحياة، والذي يعد من أهم الأهداف التربوية الحالية، وذلك لتركيزه على شخصية المتعلم بوصفه مشارك نشط وفعال في عملية التعلم.
          كما توصل روزندال وأخرون (Rozendaal, et al, 2003) بعد استعرضهم لعدد كبير من الدراسات للتعلم المنظم ذاتياً إلى أنَّ التعلم المنظم ذاتياً يعد أحد الحلول المناسبة لتحقيق جودة التعلم المنشودة، إذ إنَّ آليات التعلم المنظم ذاتياً تساعد المتعلمين على التمييز الدقيق بين المادة التي تم تعلمها بشكل جيد والمادة التي تم تعلمها بشكل أقل جودة، وبالتالي فإنَّ الطلاب سوف ينظّمون دراستهم بشكل أكثر فاعلية، بل ستنعكس هذه الفعالية وهذا التفوق المعرفي على كافة أنشطة العمل الدراسي اليومي، بل وعلى إنجاز أنشطة ومهام حياتهم بصفة عامة (في الهوراي والخولي، ٢٠٠٦).

ابعاد التعلم المنظم ذاتياً

قدم (Zimmeman, 1989) ثلاثة أبعاد للتعلم المنظم ذاتياً يمارسها الطلاب الفاعلون أثناء عمليات التعلم الخاصة بهم، تتمثل في الآتي:
- معرفية وما وراء معرفية: وتضم التخطيط والتنظيم والتعلم الذاتي، والتقييم الذاتي.
- البعد المعرفي: ويضم إدراك المتعلم لنفسه باعتباره شخصاً مستقلاً لديه معتقدات بفاعليته الذاتية.

- البعد السلوكي: وفيه يقوم المتعلم ذاتياً ببناء بيئات تحدد الحد الأقصى من التعلم. (العمودي، 2015م، ص 25).

استراتيجيات التعلم المنظم ذاتياً

تشتمل على الاستراتيجيات المعرفية وما وراء المعرفية والسلوكية.
أولاً: الاستراتيجيات المعرفية: وهي التي يستخدمها المتعلم في تعلم وفهم وتذكر المادة التعليمية وتشمل على : (الحسينان،69:2010)
1.      التسميع: تشير هذه الاستراتيجية إلى جهد المتعلم لحفظ وتخزين المعلومات في الذاكرة، وذلك عن طريق التكرار بصوت مرتفع او منخفض في حالة المعلومات البسيطة، أو بوضع خط تحت الأجزاء المهمة في المادة المتعلمة او تظليل الكلمات المراد حفظها بلون مختلف.
2.      التنظيم: وتتضمن هذه الاستراتيجية تدريب المتعلم على ربط المعلومات الجديدة المقدمة ببعضها من جهة وبالمعلومات المعروفة سابقاً لدى المتعلم من جهة أخرى الأمر الذي يسهم في تكوين بنيات معرفية أكثر استقراراً.
3.      التفصيل: وتتضمن هذه الاستراتيجية مساعدة المتعلم على تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى، وذلك عن طريق عمل الملخصات التوضيحية وكتابة الملاحظات وإعادة الصياغة وابتكار نقاط التشابه والمقارنة، حتى تصبح ذات معنى أو تصبح مفهومة بالنسبة للمتعلم.
ثانياً: الاستراتيجيات ما وراء المعرفية: وهي التي يمكن المتعلم من تنميق عملية التعلم وتشمل على: وقد لخص (الحنان، 2016 :39-40).
1.      التخطيط ووضع الأهداف: وهي تشير إلى تحديد المتعلم لأهدافه عند القيام بعمل ما، وإعداده خطة لتحقيقها ويتمثل ذلك في التفكير في ما يحتاجه العمل قبل البدء فعلاً فيه بغرض الاستفادة منه في تنظيم عملية التعلم.
2.      المراقبة الذاتية: مراقبة تفكير الفرد وسلوكه يعد جزءاً تكاملياً للتعلم المنظم ذاتياً، فالطلاب ينبغي أن يراقبوا ويقيموا تعلمهم حتى ينظموه، كتركيز الانتباه أثناء الدرس أو الاختبار الذاتي من خلال استخدام أسئلة لموضوع الدرس، بغرض مراقبة التقدم الحادث نحو الاهداف التي وضعها المتعلم بالمادة الدراسية بتوجيه من المعلم.
3.      التقويم الذاتي: وتتضمن مقارنة المتعلم للمخرجات بالمعايير الموضوعة للأداء أو بالأهداف المراد تحقيقها، وذلك كي يعدل المتعلم من الاستراتيجية التي يستخدمها في التجهيز والمعالجة ويستخدم استراتيجية أكثر كفاءة، او قد يعيد ترتيب بيئة التعلم بالكيفية التي تساعد على تحقيق الأهداف، وكذلك في توجيه الانتباه إلى مواضع الضعف، ويتضح ان لهذه الاستراتيجية وظيفة وراء معرفية بجانب وظيفتها المعرفية.
ثالثاً: استراتيجيات التعلم السلوكية: وهي التي تتعلق بكيفية إدارة الطلاب لبيئة التعلم وتشمل: (العمودي، 27:2015)
1. طلب العون الأكاديمي: وتتمثل في سعي المتعلم للحصول على مساعدة من الآخرين كالأقران والمعلمين والأسرة، حيث ينظم الطلاب تعلمهم من خلال طلب المساعدة من الآخرين، عند مواجهة صعوبة ما أثناء التعامل مع المهام، مما ينتج عنه نجاح المهمة ويمنع حدوث الفشل وتحسين إمكانية التمكن على المدى البعيد.
2. تعلم الأقران: ويتم هنا الاستفادة من التعلم الجماعي، حيث يهدف مشاركة المتعلم في الأنشطة والمناقشات الجماعية بغرض تحقيق مستوى أضل من المتعلم.
3.  البحث عن المعلومات: وتشير إلى محاولة المتعلم للوصول إلى معلومات تفيد في تحقيق مزيداً من الفهم للمادة المقررة أو العمل المكلف به، وذلك من المصادر غير الاجتماعية كالذهاب للمكتبة أو محاولة البحث في الكتب الخارجية أو شبكة المعلومات لفهم وتطوير الأفكار التي تدور بها.
4. إدارة بيئة التعلم: وتختص بمكان حدوث التعلم، وتشير إلى السلوكيات والإجراءات اللازمة لإعداد وملائمة بيئة التعلم لجعلها منظمة ومشجعة على التعلم وخالية من المشتتات البصرية والسمعية.
5. إدارة الوقت: تختص بجدولة الوقت وتقسيمه في صورة تتيح للمتعلم الاستخدام الأمثل له لإنجاز الأعمال المطلوبة، وتتضمن تحديد الوقت اللازم لتحقيق الأهداف في ضوء أهمية الهدف النسبية وكذلك تتضمن المفاضلة بين البدائل حتى يتوصل الفرد إلى جدولة المهام التي يقوم بها والالتزام بها.

6. الاحتفاظ بالسجلات: تشير هذه الاستراتيجية إلى محالة المتعلم عمل بعض التقارير والسجلات التي يسجل فيها نتائج أداءه لعمل ما او أحداث معينة داخل المحاضرة أو نتائج استخدامه لأسلوب معين في حل مشكلة واجهته، أو احتفاظ المتعلم بالنفاط المهمة التي ترد في المناقشات بغرض الإفادة منها كلما أمكن، وتسجيل الأخطاء في محاولة تجنبها فيما بعد وتسجيل ملاحظات عن الطرق التي تفيد في المذاكرة وتساعد على الفهم حتى يستطيع الفرد تطبيقها مرة أخرى.

خصائص التعلم المنظم ذاتياً

يتميز الطلاب الذين يمارسون التعلم المنظم ذاتياً بالخصائص التي استعرضها (الحنان، 2016، 34):
1.    استخدم أنماط مختلفة من التفكير وحل المشكلات واستخدام مهارات ما وراء المعرفة أثناء تنفيذ انشطة التعلم ويتجهون نحو الاعتماد على النفس الاستقلالية، كما أنهم أكثر حرصاً على مراقبة ذواتهم وتقويمها، والقابلية لتحسين مهارات الكتابة وأخذ الملاحظات ولديهم وعي استخدام استراتيجيات مناسبة لإنجاز أهدافه الأكاديمية، ولا يخشون الفشل.
2.    يركزون على التقدم الذاتي والفهم العميق، والقدرة على تحديد أهدافهم وإنجازها من خلال استراتيجيات نوعية داعمة، ومراقبة عملياتهم المعرفية ويكيفون مدخلاتهم لإنجاز مهامهم.
3.    لديهم الوعي بالمصادر التعليمية اللازمة للإنجاز ولديهم الحساسية والقدرة على الاستفادة من التغذية المرتدة وتقويم مدى كفاءة أدائهم، والقدرة على تطوير التخطيط وإدارة المهارات وتقييم المتعلم لنفسه والاستفادة من أخطائه لتحقيق أعلى مستوى للإنجاز.
4.    الرغبة المستمرة في تحسين فهم ما يقرأون، والقدرة على تطوير التخطيط للوقت وإدارة المهارات.
مما سبق يتضح أن المتعلمين المنظمين ذاتياً ذو بدء ذاتي في تعلمهم ومثابرون ومستقلون ومنظمون ومخططون يهتمون بأهداف الإجادة يطيلون المساعدة وذلك عند الحاجة إليها، ويبذلون المزيد من الجهد، ويراقبون أعمالهم ذاتياً وعلى دراية بمتطلبات واحتياجات المهام التي يكلفون بها.
كما أضاف (إبراهيم، 2013: 135) مجموعة من الخصائص التي يشترك فيها المتعلمون المنظمون ذاتياً كما يلي:
-         الدافعية الداخلية: وهو مصطلح صنف درجة إدارة الطلاب المنظمين ذاتياً للدراسة والاستمرار فيها في حالة غياب الضبط الخارجي من قبل الوالدين.
-         استخدام مهارات التعلم: فالمنظمون ذاتياً يمتازون بقتهم في طرق تعلمهم التي يخططون لها.
-         آلية الأداء: ويقصد بها المراقبة الذاتية للتعلم ومقدار التقدم فيه.
-         وعي الذات بالنتائج: فهم أكثر ميلاً لمعرفة نتائج وتوقعاً لأدائهم قبل تصحيح المدرس.
-         تأثير البيئة المادية والاجتماعية على تعلمهم: فهم قادرون على تنظيم وإعادة بناء المكان، كما أنهم يبحثون عن العون الأكاديمي والانتقائي غير الاتكالي.

كما يذكر (أحمد، 2010 :96)، وزيمرمان (Zimmerman, 2002, 5) بأن خصائص المتعلم ذاتياً ما يأتي:
-         التعبير اللفظي والكتابي عن الاحتياجات والرغبات والأفكار.
-         تركيز الانتباه في الأنشطة المراد تنفيذها.
-         القدرة على تحديد الأهداف وصياغتها بوضوح.
-         اختيار الاستراتيجيات الفعالة والتقنيات المناسبة لتحقيق تلك الأهداف.
-         مراقبة الإنجازات بدقة بحثاً عن مؤشرات تدل على التقدم الأكاديمي.
-         إعادة تنظيم السياقات المادية والاجتماعية الخاصة بهم بما يتوافق مع الأهداف المرغوبة.
-         إدارة الوقت ذاتياً.
-         ربط النتائج بأسبابها الحقيقية.

-         تعديل أساليب التعلم باستمرار من خلال الاستفادة من التغذية الراجعة.

مهارات التعلم المنظم ذاتيا

تختلف المهارات التي تناولها الباحثون فيما يخص التعلم المنظم ذاتياً، لاختلاف النماذج التي استخدموها في أبحاثهم، والأسس النظرية التي قامت عليها هذه النماذج، وفي هذا الصدد يشير (الحسينان، 2010 :253) لمهارات التعلم المنظم ذاتياً كالآتي:
-         التسميع: تكرار المعلومات لحفظها وسهولة استرجاعها.
-         استخدام التفاصيل: إيجاد روابط بين المعلومات، ورسم الأشكال، وتطوير الخرائط لتنظيم المادة.
-         التنظيم: ترتيب المعلومات، واختيار الأهم منها.
-         التنظيم الذاتي ما وراء معرفي: يتضمن التخطيط والمراقبة ووضع الأهداف والقيام بتكيفات.
-         الحديث الذاتي الموجه للإتقان: الحديث للذات لتذكيرها بأهمية الإتقان واكتساب المعلومات.
-         الحديث الذاتي الموجه للقدرة النسبية: الحديث للذات والتأكيد على أسباب إكمال المهمة للحصول على درجات تفوق الآخرين.
-         الحديث الذاتي الموجه للأداء الخارجي: الحديث للذات والتأكيد على أسباب إكمال المهمة للحصول على درجات مرتفعة.
-         تحسين الملاءمة: جهود الطالب لزيادة مناسبة المهمة من خلال ربطها بحياته أو ميوله.
-         تنشيط الاهتمام: زيادة الدافعية يجعل المهام أكثر متعة.
-         مكافأة الذات: مكافأة المتعلم لنفسه عند الاندماج في المهمة.
-         التحكم البيئي: جهود الطالب لتركيز الانتباه وتقليل المشتتات في البيئة.
-         تعلم الأقران: مشاركة الطالب في الأنشطة الجماعية والمناقشات لرفع مستوى التعلم.
-         تنظيم الجهد: تعهد المتعلم بإكمال مهام الدراسة مهما كانت صعبة من خلال ضبط الجهد.
-         تنظيم الوقت: تتضمن إدارته، ووضع جدول والتخطيط له.

-         طلب المساعدة: البحث عن المساعدة الضرورية من الآخرين لزيادة التمكن والكفاءة.