شهد العقد الأخير من القرن العشرين ثورة
كبيرة في مجال المعلومات، غيرت كثيرًا من المفاهيم، ولعل أهم ما يميز هذه الثورة المعلوماتية
ظهور التقنيات الجديدة في معالجة المعلومات وتخزينها، وكذلك ظهور الحواسيب العملاقة
وشبكات الإنترنت، ونتيجة لذلك شهد العالم تطوراً في مختلف المجالات التربوية ومن ضمنها
مجال التعلم والتعليم، فقد أصبح لدى الإنسان كميات هائلة من المعلومات لا يمكن لأي
فرد أنْ يلم بها
مهما كانت قدراته، ولذا بدأ الاهتمام ينصب على دور فعال ونشط للمتعلم، يمكن له من خلاله
معالجة هذه المعلومات وتنظيمها، ويمكّنه من استرجاعها وفهمها من خلال تنظيم التعلم
وتنظيم الذات، ولكي لا يبقى فقط متلقياً سلبياً للمعلومات.
وتكمن
أهمية التعلم المنظم ذاتياً أيضاً في وظيفته الفعالة والأساسية في مجال التربية
والتي تعزى إلى كونه يساعد على تنمية مهارات التعلم مدى الحياة، والذي يعد من أهم
الأهداف التربوية الحالية، وذلك لتركيزه على شخصية المتعلم بوصفه مشارك نشط وفعال
في عملية التعلم.
كما توصل روزندال وأخرون (Rozendaal, et al, 2003) بعد استعرضهم لعدد كبير من الدراسات للتعلم
المنظم ذاتياً إلى أنَّ التعلم المنظم ذاتياً يعد أحد الحلول المناسبة لتحقيق جودة
التعلم المنشودة، إذ إنَّ آليات التعلم المنظم ذاتياً تساعد المتعلمين على التمييز
الدقيق بين المادة التي تم تعلمها بشكل جيد والمادة التي تم تعلمها بشكل أقل جودة،
وبالتالي فإنَّ الطلاب سوف ينظّمون دراستهم بشكل أكثر فاعلية، بل ستنعكس هذه الفعالية
وهذا التفوق المعرفي على كافة أنشطة العمل الدراسي اليومي، بل وعلى إنجاز أنشطة ومهام
حياتهم بصفة عامة (في الهوراي والخولي، ٢٠٠٦).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق